أرشيف

توكل كرمان المرأة التي تقود “الانتفاضة” في اليمن

إذاعة هولندا العالمية- تعهدت الناشطة والإعلامية اليمنية توكل عبد السلام كرمان، رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، بالاستمرار في الاحتجاج وتنظيم المظاهرات، “حتى إسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، مثلما سقط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في تونس”، وذلك بعد ساعات من إطلاق سراحها اليوم الاثنين .
 
وكانت ثلاثة أطقم أمنية قد اعترضت سيارة توكل كرمان وهي صحبة زوجها، أمام منزلهما بعد منتصف ليلة الأحد بقليل، في العاصمة اليمنية صنعاء، وألقوا القبض عليها دون أن يبرزوا أمرا من النيابة، ودون أن يفصحوا عن هويتهم، وعندما رفضت مغادرة السيارة انتزعوها عنوة، وتوجهوا بها إلى السجن المركزي.
 
هذه ليست المرة الأولى التي تعتقل فيها كرمان، فقد سبق اعتقالها قبل أربعة أشهر لمدة أربع ساعات، وذلك بسبب تنظيمها لاعتصام وتظاهرة ليلية لمناصرة أبناء الجاعشن الذين طردوا من بيوتهم في محافظة إب، وأصبحوا مشردين في صنعاء .

الانقلاب على النظام الجمهوري وفي حديث مع إذاعتنا قالت توكل عبد السلام كرمان، إن نيابة العاصمة استجوبتها اليوم الاثنين قبل الإفراج عنها، حيث اتهمتها بالدعوة “للانقلاب على النظام الجمهوري”، ولكنها رفضت التهمة وقالت إنها تدعو للحفاظ على النظام الجمهوري “من اللصوص الذين انقضوا عليه، والذين حولوا الجمهورية إلى مملكة خاصة بهم، وإلى فساد لم يرحم أحدا، وإلى استبداد، كما حولوا الجمهورية إلى بلد مليء بالحروب والدمار، مليء بالإرهاب، والفساد والفقر، والمرض والجهل، وكانت هذه هي المبررات لثورة ستة وعشرين سبتمبر، وأنا أدعو الشعب اليمني ليستعيد ثورته وجمهوريته من اللصوص الذين أخذوها منه”.

كما أكدت توكل أن النيابة حاولت الضغط عليها وعلى عائلتها، للحصول على تعهد بعدم تنظيم احتجاجات في المستقبل، ولكنها رفضت بشدة مفضلة البقاء رهن الاعتقال، وعندها أمر رئيس النيابة بإخلاء سبيلها .
 
وكانت توكل قد صرحت لإذاعتنا في لقاء سابق بأن اعتقال النساء في اليمن خط أحمر، ولكنها الآن تقول إن السلطات تجاوزت هذا الخط، وهناك ضوء أخضر ليس فقط لاعتقال النساء، وإنما لاختطافهن والاعتداء عليهن، وفي كثير من المظاهرات يتم الاعتداء على النساء، كما يتم اختطافهن كما حدث معها، وكما حدث مع الزهراء صالح، الناشطة في الحراك الجنوبي، التي اعتقلت لمدة ثلاثة أشهر، وتفسر توكل تجاوز الخط الأحمر، بأنه يدل على “انهيار النظام”، وتستشهد بالمثل اليمني “يا رايح كثر من الفضائح”.
 

وتضيف قائلة : ” هؤلاء في نهاية عهدهم ويتصرفون بطيش. نهايتهم اقتربت والشعب اليمني بدأ يستعيد كرامته”. انتفاضة تونس يمكن تكرارها وترى توكل أن الانتفاضة التونسية يمكن تكرارها في اليمن وبسهولة، وتستدرك قائلة: “بالعكس كان الأحرى باليمن أن تكون ثورته وانتفاضته قبل تونس، وهي فعليا بدأت قبل تونس، وما الحراك الحوثي إلا نوع من الانتفاضة، وما الحراك الجنوبي السلمي إلا أحد تجليات هذه الانتفاضة، وكذلك الحراك الحقوقي والسياسي الذي تقوم به المعارضة، من رفض لكل سياسات هذه السلطة الطائشة، التي تريد أن تدفع بالبلد في أتون حروب وصراعات وأزمة سياسية خانقة، هو أيضا نوع من الانتفاضة، وأخيرا شعب تونس العظيم أعطانا الثقة بأن الشعب اليمني قادر على إزاحة هذا النظام “. وتقول توكل إن مبررات ثورة 26 سبتمبر كانت الثلاثي المخيف، وهي الفقر، المرض، والجهل، والآن يوجد السداسي المخيف، الفقر، المرض، الجهل، حروب، حركات انفصالية، والتوريث.

وبخصوص التوريث تقول توكل إن النظام بتعديلاته الدستورية الأخيرة، يريد تحويل الجمهورية إلى مملكة، وتؤكد أن ذلك يرفضه الشعب اليمني برمته، ومن بين ما يجعل توكل متفائلة بنجاح الانتفاضة في اليمن، التي تطلق عليها أيضا “ثورة الياسمين”، هو خروج الطلبة في جامعة صنعاء، وتظاهرهم بطريقة سلمية، ومطالبتهم برحيل الرئيس صالح .
 
وكان الرئيس علي عبد الله صالح قد أعلن في كلمة له يوم أمس أمام المؤتمر السنوي، لقادة القوات المسلحة والأمن، أنه ضد التوريث “في القرية والقبيلة والسلطة والوحدة والوزارة”.
 
وحذر من الفوضى الخلاقة والغوغائية ودفع البسطاء إلى الشوارع، كما أعلن عن زيادة مرتبات القوات المسلحة والأمن، بالإضافة إلى موظفي الدولة، وعن ذلك تقول توكل “انتفاضتنا ليست على التوريث فقط، وإنما انتفاضتنا على نظام جعل اليمن في أسفل كل سلم، فهي الأولى في الفساد، وهي الأولى في مؤشرات الدول الأقل تنمية، ونظام يدعو قوى الخارج لقتل أبناءه كما فضحته ويكيليكس، والرئيس اليمني يخبر العالم بأن اليمنيين إرهابيون وتعالوا اقتلوهم “.

ساحة الحرية وكانت توكل كرمان قد اختارت ساحة في صنعاء منذ ثلاث سنوات أطلقت عليها اسم “ساحة الحرية”، وأخذت تنظم فيها مظاهرات واعتصمات مرة كل أسبوع، وتثير العديد من القضايا الحقوقية، مثل حرية الصحافة، وحق الناس في التظاهر والاعتصام، وحقهم في المحاكمات العادلة، ومع الوقت أصبحت الساحة تستقطب مزيدا من الناشطين والناشطات، والحقوقيين والسياسيين والإعلاميين، ومن أبرز القضايا التي أثارتها هي قضية الجعاشن، وهي منطقة دائمة الخضرة تقع في ذي السفال في محافظة إب، وكان الشيخ محمد أحمد منصور شيخ مديرية الجعاشن، وعضو مجلس الشورى اليمني قد طرد ثلاثين عائلة، بعد أن دمر بيوتهم، وأتلف مزارعهم، بعد أن رفضوا دفع الجبايات له وفقا لتوكل فإن هذا الشيخ يمتلك سجونا خاصة، يسجن فيها المواطنين الذين يرفضون دفع الجبايات له، وبعد مرور سنة لا تزال هذه العائلات تبحث عن حل بين وزارات الدولة، ومجلسي النواب والشورى دون جدوى، وبالرغم من إصدار مجلس النواب لقرار في فبراير عام 2009 يطلب فيه إعادة العائلات إلى بيوتها وتعويضها، وقفل السجون التي فتحها الشيخ منصور، إلا أن القرار لم ينفذ حتى الآن .

وتقول توكل إنها بعد قضية الجعاشن أصبحت تؤمن بأنه لا يوجد حل، إلا برحيل الرئيس صالح “الذي يحمي كل هذا الفساد، والذي يحمي كل هذا الطغيان


بلا قيود

زر الذهاب إلى الأعلى